تأجيل الانتخابات الفلسطينية.. من الخاسر ومن الرابح ؟
أعلن الرئيس الفلسطيني أبو مازن يوم 29 أبريل/نيسان عبر خطاب تلفزيوني تأجيل الانتخابات إلى حين تأكيد مشاركة القدس الشرقيّة المحتلّة فيها، حيث قال: "أمام هذا الوضع الصعب قررنا تأجيل موعد إجراء الانتخابات التشريعية لحين ضمان مشاركة القدس وأهلها فيها".
يُذكر أن السلطات الاحتلال لم تُبد أيّ موقف رسميّ من قضيّة إجراء الانتخابات في القدس الشرقيّة، وهو ما فُهم كرفض مبدئيّ لذلك، ما وضع الفصائل الفلسطينيّة أمام موقف حرج بين تأجيل الانتخابات أو المضيّ فيها دون مشاركة القدس، رمز القضية الفلسطينية.
وبحسب محلّلين وخبراء مطلعين بالشأن السياسي الفلسطينيّ فإنّ قرار الرئيس عباس كان موفّقًا رغم بعض الانتقادات هنا وهناك، وكذلك الضغوطات التي تحمّلها الرئيس من أجل إصدار قرار وطنيّ يخدم المصلحة الفلسطينية.
وقد أشارت تحليلات إلى أنّ الخاسر الأكبر من تأجيل الانتخابات هو جبريل الرجوب، أمين سرّ اللجنة المركزيّة بفتح وممثل حركته في مفاوضات المصالحة مع حماس وباقي الفصائل. هذا وقد أصرّ الرجوب منذ البداية على إجراء الانتخابات وفي الأسابيع الأخيرة حرص الرجوب عبر تصريحاته وتحركاته المعلنة والمخفيّة على إجراء الانتخابات في موعدها، ومن خلال استجلاء هذه المراهنة الكبيرة، من الواضح أنّ الرجوب هو أحد أكبر الخاسرين سياسيًّا من التأجيل. وقد كشفت الأشهر وخاصّة الأسابيع القليلة الأخيرة ضعف المهارات القياديّة للرجوب، ما يجعله مرشّحًا ضعيفًا لخلافة أبو مازن في موقعه كرئيس للسلطة الفلسطينيّة.
هذا ولم يشر عبّاس إلى أيّة تفاصيل متعلّقة بتاريخ محتمل لإجراء الانتخابات، ما يجعل الخيارات مفتوحة أمام كلّ الاحتمالات.